السبت، 15 أبريل 2017

قصة قصيرة

*قصة قصيرة للأطفال قبل النوم*

عنوان القصة : الصدقة الجارية

موقع القصة : سند للأطفال





الفئة المستهدفة : ٥_____١٢

مناسبة القصة للأطفال : للطفل البخيل والاناني والطفل الانطوائي.

عاد كريمٌ من مدرستِه متعبًا، فأسرع يضعُ حقيبتَه المدرسيَّةَ، ويطلبُ من أمِّه تجهيزَ وجبةِ الغداء، وضعَتْ له أمُّه الطعامَ على المائدةِ، فجلس سريعاً يتناولُ طعامَه، لَاحَظَ كريمٌ في أثناءِ تناوُلِه لطعامِه أنَّ حجرةَ والدِه الكبيرةَ التي يتَّخذ منها مكتبةً زاخرةً بشتَّى أنواعِ الكُتبِ، لَاحظَ أنَّها مفتوحةٌ، وهُنا سأل كريمٌ أمَّه قائلاً: أمِّي، ماذا يفعل أبي في حجرةِ المكتبة؟


أجابتْه أمه في هدوءٍ: والدُك يقوم بتجميعِ بعضِ الكتب الهامَّة كي يُهديَها لمكتبةِ المسجدِ الجديدِ؛ كي يستفيدَ منها زُوَّارُ المسجدِ والمصلِّين.


أنهَى كريمٌ طعامَه سريعاً وطرقَ بابَ حجرةِ والدِه المفتوحَ فأتَى صوتُ والدِه قائلاً: ادخُلْ يا كريمُ.


دخل كريمٌ على أبيه، فوجد العديدَ من الكراتينِ المفتوحةِ ووالدُه يرصُّ بعنايةٍ مئاتِ الكُتبِ والمجلَّداتِ داخلَ هذه الكراتين، وهنا سأله كريم مندهشًا: أبي هل تنوي بيعَ هذه الكتب للمسجد؟


أطلق والدُه ضحكةً رصينةً وهو يقول: كلَّا بالطبع. ولكنَّني سأتبرَّعُ بها للمسجدِ لتكونَ صدقةً جاريةً عنِّي يا ولدي الحبيب.


أطلَّتِ الحيرةُ على وجهِ كريمٍ، وهو يتساءل بصوتٍ خافتٍ: صدقةٌ جاريةٌ! ماذا تعني هذه الكلمة؟


ويبدو أنَّ كلماتِه وصلتْ لأُذُنِ والدِه الذي نظر إليه قائلاً: صدقةٌ جاريةٌ تعني أنَّني حِينَ سأُعطي هذه الكتبَ القيِّمة للمسجدِ فكلُّ مَن سيقرؤها سيستفيد من العلمِ الموجودِ بها، لذا فإنَّ اللهَ يُكافئني بمئاتِ الحسناتِ، كلَّما قرأ أحدُهم أحدَ هذه الكتبِ سواء في حياتي أو بعد مماتي.

لمعتْ عينا كريمٍ وهو يقول: ما دام الأمرُ كذلك انتظرْني لحظاتٍ يا أبي.

مضتِ الدَّقائقُ والأبُ ينتظر صغيرَه كريم، وفجأةً عاد كريم حاملاً كرتونةً ثقيلةً يحملها بصعوبةٍ فأسرع والدُه يحملها عنه متسائلاً: ما هذه الكرتونةُ الثَّقيلةُ يا كريمُ؟

أجابه كريم: عُدَّهَا صدقةً جاريةً عنِّي يا أبي. أليس هناك أطفال يزورون مكتبةَ المسجدِ؟


أجابه والدُه في ثقةٍ: بالطَّبع.

وهُنا قال كريم: لقد جمعْتُ لهم كلَّ ما عندي من كُتبِ ومجلَّاتِ الأطفال كي يستفيدوا منها ومن المعلوماتِ التي فيها.

احتضن الوالدُ صغيرَه كريم وهو يقول في تأثُّرٍ: بارك اللهُ فيك يا كريمُ. ستكون عنك أجملَ صدقةٍ جاريةٍ يا صغيري.


*العبرة من القصة*

تعلم من القصة أن الصدقة الجارية هي كل عملٍ يستمر أجره وثوابه حتى بعد موت الإنسان، وانتقاله إلى جوار ربه، وهي استثمارٌ صالحٌ في الحسنات، وبابُ أجرٍ مفتوح لتكثير الأعمال الصالحة في الميزان حتى بعد الموت، والصدقة الجارية من أحب الأعمال إلى الله سبحانه وتعالى، ومن فضل الله سبحانه وتعالى على عباده المؤمنين أن جعل لهم أبواب أجرٍ كثيرة، كالصدقة الجارية.


*فضل الصدقة الجارية*

 سبب لتكثير الحسنات
✔️واكتساب الخير بعد الموت.
سبب لإطفاء غضب الله سبحانه
 ✔️وتعالى، ونيل رضاه ورحمته وعفوه.
✔️تمنع عذاب القبر.
✔️ترفع درجة المؤمن في الجنة،
وتجعله في أعلى الدرجات.
✔️تنجّي من عذاب النار.
✔️تبرئ ذمة العبد من أي دينٍ
أو نقصٍ أو تقصيرٍ في عبادته.


           *رسالة إلى كل مربي*

شاهدنا هنا في القصة أن كريم كان يقليد والده..
التقليد أحد خصائص الطفولة الأساسية.. حيث إن الطفل يأخذ الكثير من السلوكيات والقيم والمبادئ من خلال محاولة تقليده للآخرين.. ولا نبالغ إذا قلنا إن الطفل كالاسفنج يمتص ما حوله ويتفاعل مع المحيطين به من خلال تقليد سلوكهم وحركاتهم،.ً
وإذا كان الطفل يبرمج سلوكه ويبني اتجاهاته بنسبة %٧٠ عندما يصل السنة السابعة من عمره أدركنا إلى أي مدى يأخذ من محيطه.. ويمتص من المحتكين به..وهذا ما أثبتت رسول صلى الله عليه وسلم في الحديث الفطرة.... فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه..

المطلوب أيها المربين و المربيات أن تحسنوا سلوككم أمام أعين الأبناء..
والأهم من هذا أن يكون الأب مصدر قدوة لابنه لاسيما في المراحل العمرية المتقدمة بعد السنة الخامسة فما فوق. فالإنسان جبل على تقليد من بحب ومن يكتسب إعجابه..

تمييز القيم والمعايير لدى الطفل يتم من خلال العلاقة بالوالدين🌹
كلما كانت علاقة الطفل بوالديه طيبة،  كلما نزع للاقتداء بهما وتقليد سلوكهما وعد ذلك عين الصواب.. وكلما فسدت العلاقة مع الوالدين،  كلما نزع الطفل لمعاندة سلوكهما ومعارضته وعد ذلك عين الصواب.. وتكون بداية للانخراط والحيرة في الحياة الطفل..

*نعم أيها المربين والمربيات اهتموا بالأعمال أولا ثم بالاقوال*

خدمة ماماشجعيني لنصائح التربية للاشتراك 👩🏼 👏🏻 0507632100 عذرا لا نحلل حذف التوقيع  عذرا لا استقبل ارقام خارج المملكة العربية السعودية فقط داخل المملكة